للاسف.. استغلت كلمة (الدين يسر) من بعض العامة استغلالآ يتماشى مع مصالحهم ورغباتهم من شهرة ومال ونفوذ وظهور في الاعلام .. واصبح المشهور منهم لايبالي بلباسة او بشكلة اللائق ويتباكون من هذا اليسر وتلك الرحمة في برامجهم المسلية والتي يتحدثون فيها عن الاسلام ويستضيفون جيل جديد من المنسوبين الى الدعاه الذين يأتون لهم بأيات واحاديث الرحمة واليسر فقط دون ان يقرنوها بمثلها من الحزم والعقاب (مبشرين ومنذرين) ولا يمانع احدهم من جلوس فتاة كثيرة الابتسام وطرية الحديث قليلة الحجاب بجانبة او امامة تعطي الجو رونقآ بأناقتها وتسريحة غرة شعرها النافذة قصدآ او بدون قصد من حجابها الرقراق.. واذا ذهب الخشوع يغرقون في الفكاهة والونس.. مختلطين شباب وفتيات.. وجاؤوا وقدمو لنا مايسمى بالاسلام الجديد الذي يبيح المنكر مثل الاختلاط المنهي عنة ويلين الدين مثل لبس الرجل الخاتم في سبابتة وامامة فتاة شبة محجبة !! ثم يأتي ويتكلم عن سماحة الاسلام ويسرة في برنامج ركيك اسمة ( يلا شباب) ويأتينا بعد فترة بخواطرة ويلفت الانظار الى ازيائة وكأنة !!! ويقدم لنا محاسن الغرب .. ويتحدث عن فئة شاذة وقليلة من المسلمين وكأن المسلمين كلهم كذلك !! ونسي هذا المسكين أن الغرب الذي يكثر من مدحهم وانهم يهتمون بالحيوان مثل الانسان وان لديهم صفات حسنة غائبة عن المسلمين .. انهم لم يتعاملوا بتلك الاخلاق الا لتمشيها مع مصالحهم الدنيوية ولما لديهم من رخاء مادي .. فلو ان حالهم مثل الصومال مثلآ لما اهتموا بالحيوانات كل ذلك الاهتمام وربما اكلوها من شدة الجوع ..وانة والى العام 1925م كانت لاتزال المرأة تباع في لندن!!
واحدهم يدير قناة فضائية يعتبرها (رسالة) للمسلمين وغيرهم تهتم بتنمية قدرات المسلمين المادية وتراخت في الاهم وهو التنمية الاخلاقية حيث لايمانع احدهم بخروج ابنتة كاشفة لوجهها وربما متزينة وبابتسامة لطيفة في برامجة ليظهر لغير المسلمين ان الاسلام هو دين الحرية!!!!.. فهي اساس اي تنمية .. وتغافلوا عن الاجتهاد في محاربة احد اهم نواقض التنمية للمسلمين وهي اباحة بيع وشرب الخمور في الدول الاسلامية ومنافسة المراقص الليلية وما فيها من محرمات لبعضها البعض وايهم اكثر جذبآ للمسلمين .. وكما قال ابن خلدون في مقدمتة : ان الله عز وجل لم يخلق المسلمين لكي يتنعموا بنعم الارض .. ولكن خلقهم ليبلغوا الدين الذي هم علية . فمتى ما بغوا غير ذلك اذلهم الله .. وان هذا التراخي في الدين للبعض منهم انما بسبب مانشئوا علية في بيئتهم .. فكل اناء بما فية ينضح .. فهناك من يقدمون لنا برامج تتحدث عن الله ورحمتة.. و الاسلام وسماحتة.. وهو يعيش في بيئة اختلط فيها الحابل بالنابل ومجتمع عائلي يخالط فية الزوج لاخت زوجتة ولزوجة اخية وغير ذلك ويتبادلون النكات والمزاح بل يمكن ان يصطحب احدهم اخت زوجتة البالغة في نزهة بريئة او للتسوق .. وهنا نتسائل :
هل هؤلاء هم من نتعلم منهم امور ديننا ؟
هل هؤلاء يقدمون فعلآ.. الاسلام الصحيــــــح ؟
هل هؤلاء هم خير من يمثلنا كشعوب اسلاميــة لدى الغـــــرب؟
ام لانهم اجتهدوا في صيد الاخطاء واستغلوا اهتمام الاعلام ومصالحه..بهم ؟
ان انتشار مثل هذة البرامج السطحية و اؤلئك الاشخاص المبالغين في الليونة والتساهل المنبوذ في القيم والحياء .. انشأ وللاسف جيلآ جديدآ من الشباب الشاذة تصرفاتهم .. والقليل دينهم .. والضعيف ايمانهم .. والركيكة افكارهم .. من الذين لايجيدون حتى صيغة الحديث والكلام .. حتى لو كانوا من المتفوقين دراسيآ.. وان تكلموا أتوا بما لايوافق الحسن من القول لان اهتماماتهم وأولوياتهم ليس فيها ما ينمي ذلك الجانب المهم من شخصية الانسان.. ولاعتمادهم في الاقتداء بشخصيات اهون و اقل ما يوصفون بة.. ان الصورة جميلة ولكن بروازها ليس جميل .. فمن شب على قلة الحياء والتفاهه من الاقوال او الافعال .. فسوف تجد ذلك في كلامة وفعلة .. ومن شب على الحسن من الاقوال والافعال .. فسوف تجد ذلك ايضآ في كلامة وفعلة .
فهم يتكلمون عن المهم من الاخطاء ويأتون لها بحلول لا تناسب بيئة الاسلام الحقيقية .. ويتشاغلون عن الاهم وهو إحياء خلق الاسلام.. وهو الحياء وحسن الاخلاق والذي من مينائة تنطلق سفينة التنمية الصحيحة لاي امة وليس المسلمين فقط ..وفي الطريق هناك من يثقب اثقابآ في السفينة ويدعي ان في ذلك مصلحة للجميع ..
عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فقالوا لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذ من فوقنا فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا .
وليعلم اؤلئك.. أن الجد والقوة والصرامة في الدين لا تنافي اليسر والسهولة، ولكنها تنافي التميع والتساهل!! ولا تنافي سعة الأُفق ولكنها تنافي الاستهتار!! ولا تنافي مراعاة الواقع، ولكنها تنافي أن يكون الواقع هو الحكم في شريعة الله!! فيجب ان يتماشى الواقع مع الدين .. وليس الدين مع الواقع.. فهو الذي يجب أن يظل محكوماً بشريعة الله.
ولهذا كثرت وصية الله جل جلاله لأنبيائه صلوات الله وسلامه عليهم وقومهم أن يأخذوا ما أوتوا بقوة في آيات كثيرة، كما في قوله تعالى: (يا يحيى خذ الكتاب بقوة) [مريم: 12]وقوله لبني إسرائيل: (خذوا ما آتيناكم بقوة) [البقرة: 93]وقوله لموسى – عليه الصلاة والسلام -: (فخُذها بقوة وأمر قومك يأخذوا بأحسنها) [الأعراف: 145].
وهنا إضافة عملية مشرقة، وهي: أن التمسك بالكتاب في جدِّ وقوة وصرامة، مع إقامة الصلاة - أي شعائر العبادة - هما طرفا المنهج الرباني لصلاح الحياة.
وبالنسبة لي ..إن اردت أن اسيئ الظن ببعض هؤلاء فسأقول انهم عملاء لاسرائيل والغرب .. لانهم ينفذون اجندة من يكيدون لنا بالليل والنهار و يضربون بما لا تستطيع اسلحتهم ضربنا به و يطبقون لنا مجاملة .. الاسلام الجديد عن طريق اؤلائك المتراخين .
واما اذا اردت ان احسن الظن بهم فسأقول .. ان نيتهم قد تكون سليمة مع ان ذلك لا يعلمة الا الله .. ولكن....... اسلوبهم خاااااااااطئ .
حسن العمل + حسن الخلق = حسن الخاتمة
دمتم سالمين .