0Shareمن كتاب لا تحزن
قال ابن القيم: ذنوب الخلوات أصل الانتكاسات، وعبادات الخفاء أعظم أسباب الثبات
{{
مشاهد التوحيد }}
إنَّ منْ مشاهدِ التوحيدِ عند الأذيَّةِ ( استقبالِ الأذى من الناسِ ) أموراً :
أولُها مشهدُ العَفْوِ : وهو مشهدُ سلامةِ القلبِ ، وصفائهِ ونقائِه لمنْ
آذاك ، وحبُّ الخيرِ وهي درجةٌ زائدةٌ . وإيصالُ الخَيْرِ والنَّفعِ له ،
وهي درجة أعلى وأعظمُ ، فهي تبدأ بكظْمِ الغَيْظِ ، وهو : أنْ لا تُؤذي منْ
آذاك ، ثمَّ العفو ، وهو أنْ تسامحهُ ، وأنْ تغفرَ له زلَّتهُ . والإحسانِ
، وهو : أنْ تبادله مكان الإساءةِ منه إحساناً منك ، ( وَالْكَاظِمِينَ
الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) ،
( فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ) ، ( وَلْيَعْفُوا
وَلْيَصْفَحُوا ) .وفي الأثرِ : (( إنَّ الله أمرني أنْ أصِلَ منْ قطعني ،
وأنْ أعفو عمَّنْ ظلمنِي وأنْ أُعطي منْ حَرَمَنِي )) .
ومشهدُ القضاءِ : وهي أنْ تعلم أنه ما آذاك إلا بقضاءٍ من اللهِ وقَدَرٍ ،
فإنَّ العبد سببٌ من الأسبابِ ، وأنَّ المقدر والقاضي هو اللهُ ، فتسلِّمَ
وتُذْعن لمولاك .
ومشهدُ الكفارةِ : وهي أنَّ هذا الأذى كفارةٌ منْ ذنوبك وحطٌّ منْ سيئاتِك ،
ومحوٌ لزلاّتِك ، ورفعةٌ لدرجاتِك ، ( فَالَّذِينَ هَاجَرُواْ
وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُواْ
وَقُتِلُواْ لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ ) .
من الحكمةِ التي يؤتاها كثيرٌ من المؤمنين ، نَزْعُ فتيلِ العداوةِ ، (
ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ
عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ) ، (( المسلمُ منْ سلِم المسلمون منْ
لسانِه ويدهِ )) . أيْ : أن تَلْقَى منْ آذاك بِبِشر وبكلمةٍ لينةٍ ،
وبوجهٍ طليقٍ ، لتنزع منهُ أتون العداوةِ ، وتطفئ نار الخصومِة ( وَقُل
لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ
بَيْنَهُمْ ) .
ومنْ مشاهدِ التوحيدِ في أذى منْ يؤذيك :
مشهدُ معرفةِ تقصيرِ النفسِ : وهو انَّ هذا لم يُسلَّطِ عليك إلا بذنوبٍ
منك أنت ، (أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم
مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَـذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ ) ،
(وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ )
وهناك مشهدٌ عظيمٌ ، وهو مشهدٌ تحمدُ الله عليهِ وتشكرُه ، وهو : أنْ جعلك
مظلوماً لا ظالماً . وبعضُ السلفِ كان يقولُ : اللهمَّ اجعلْني مظلوماً لا
ظالماً . وهذا كابنْيْ آدم ، إذ قال خيرُهما : ( لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ
يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ
إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ ) .
وهناك مشهدٌ لطيفٌ آخرُ ، وهو : مشهدُ الرحمةِ وهو : إن ترْحَمَ منْ آذاك ،
فإنهُ يستحقُّ الرحمةَ ، فإنَّ إصراره على الأذى ، وجرأته على مجاهرةِ
اللهِ بأذيةِ مسلمٍ : يستحقُّ أن ترقَّ لهُ ، وأنْ ترحَمَهُ ، وأنْ تنقذه
من هذا ، (( انصرْ أخاك ظالماً أو مظلوماً )) .
اللهم بلغنا رمضان واجعلنا فيه من المقبولين.. يا أرحم الراحمين
اللهم إني أسألك أن تجمع بيني و بين قاريء هذه الكلمات في فردوس الجنة
اللهم اعطي قارئ رسالتي مناه و مبتغاه و كتابه بيمناه واجعل الجنة سكنه
اللهم اجعلني والقارئ ممن قلت فيهم:وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا??
اللهم ما كان من خير فمن الله و حده .. و ما كان من شر فمني و من الشيطان
وسامحوني وابلغوني علي أي خطأ وحتقبله بصدر رحب جزاكم الله كل خيرالف الف
الف شكر
دعواتكم الله يكرمكم للأمة كلها بالخير و اصلاح الحال ولاموات المسلمين جميعا ولا تحرمون