عطاء بن أبي رباح ...............( روائع التابعين 19 )
اللقاء (19) عطاء بن أبى رباح
مقدمة
عطاء بن أبي رباح ..... كان إمام من خِيار التابعين ( مفتى الحرم وشيخ الاسلام ) وُلد بعد سنتين من تولّي سيدنا عثمان بن عفان الخلافة . وكان أسود شديد السواد وأعرج أعور ثم عَمي آخر عُمره . وقد كان عالماً فقيهاً أدرك 200 صحابيّ ممن تربوا على يد سيدنا النبى صلى الله عليه وسلم
نشأته
كان رجلا حبَشيّا ، وُلد في اليمن وسافر مع أبيه إلى مكة . و حدثت فى مكة بعض الأمور أنتهت بأن أصبح عطاء عَبد لإمرأة من مكة - وكانت أمراة تقية - وملأ حياته فى طلب العلم والدعوة الى الله
حياته
وقسم حياته ثلاث أقسام : 1 - خدمه المرأة التقيّة التي تملكه . 2- العبادة ( صيام - قيام - ذكر ) 3 - طلب العلم ( وتربى على يد جيل عظيم من الصحابه ) وتربّى على يد أبو هريرة وعبد الله بن عمر ووعبد الله بن عباس وعبد الله بن الزبير وغيرهم من أصحاب رسول الله
عتقه من الرق
عندما رأت المرأة التقية التى تملك عطاء - رأت سعيه فى طلب العلم وصلاحه أعتقته لنفع الاسلام و المسلمين . ومنذ ذلك الحين إتخذ المسجد الحرام مقاماً له فكانت حياته كلها فى المسجد الحرام
موقف طريف
فى يوم كان هناك رجلين يجلسان معه و أحدهما يقول حديث فقاطعه الاخر وقال أنه يعرف هذا الحديث فقال عطاء ما هذه الأخلاق ؟؟؟!!! وقال والله ان كان الرجل ليُحدِّثني بالحديث انا اعلم به منه فأنصت له كأني لم أسمعه قط وقد سمعته قبل أن يولد.
[b][size=21]
علمه وعبادته
قال سلمة بن كُهيل ما رأيت أحداً يريد بهذا العلم وجه الله إلا عطاء وطاووس ومجاهد
وذهبت إمرأة مكية تستفتي بن عباس حبر الأمة فقال سبحان الله يا أهل مكة تجتمعون عليّا وفيكم عطاء؟!!
وكانت عباداته كثيرة من صلاة وصيام وغيره وقد حج 70 مرة
وكان يحبُ الصمت وقد قال النبي "من صمت نجا" وكان إذا تكلم أخرج الدُرر من الكلام
لقاؤه مع سليمان ابن عبد الملك عندما ذهب أمير المؤمنين سليمان بن عبد الملك للحج - وكان سليمان متواضعا - فذهب ليسلم على عطاء وقد انتظره طويلا بعد الصلاة لأن عطاء كان يطيل فى الصلاة ثم أراد ان يسأله سؤالا فقال له عطاء بن ابى رباح : أسألك بالله ان تقف فى الصف مع السائلين.
وعندما سأل سليمان - عطاء عما يريد وذهب مع ولديه وجد رجل عند زمزم يقول : لا يفتي في هذا المقام إلا عطاء فقال سليمان لولديه عندما تعجبا من أمر عطاء بن ابى رباح ومكانته : هذا صاحب الفتيه فى المسجد الحرام و وارث عبد الله بن عباس فى هذا المنصب ونصح اولاده قائلا : تعلموا العلم .. فبالعلم يشرف الوضيع .. وينبه الخامل .. ويعلو الأرقاء على مراتب الملوك والأمراء
قصة الامام ابو حنيفة والحجام
قال أبو حنيفة أخطأت في 5 ابواب من المناسك علمنيها الحجَّام - طبعا من باب التواضع - و كان هذا عندما أراد ان يحلق ليخرج من احرامه
وهذه المناسك هى : 1- النُسك لايُشارِطُ فيه 2- إستقبال القبلة عند الحلق 3 - البدء بالجزء الأيمن 4- ذكر الله اثناء الحلق 5 - أدعو الله عند الإنتهاء من الحلاقة
وتعجب الامام من علم الحجام وقال له من اين تعلمت هذه الامور فقال له ..... من عطاء بن ابى رباح و منذ ذلك اليوم أُعلِّم ذلك كل من يأتيني ليحلق
[b][b][size=21]
لقاؤه مع امير المؤمنين هشام بن عبد الملك
[/size][/b][/b]
سافر بن أبي رباح من مكه الى دمشق ليقدم النصيحة لأمير المؤمنين هشام بن عبد الملك ورحب به أمير المؤمنين أشد الترحيب وقال ما حاجتك يا أبا محمد - وهو عطاء -
وهذا ماطلبه عطاء بن ابى رباح 1- قال أهل الحرمين تُقسََّمُ فيهم عطاياهم وأرزاقهم 2- وأهل الحجاز وأهل نجد رُدَّ فيهم صدقاتهم 3 - والذين يجاهدون في سبيل الله تُراعيهم فإنهم إن هلَكوا غُزيتم 4 - و اهل ذمتكم لاتكلفهم فوق طاقتهم
فأمر هشام بفعل ذلك كله ثم قال لعطاء ... هل لك من حاجة اخرى ؟؟؟؟
فقال عطاء بن ابى رباح أجل يا أمير المؤمنين : إتقي الله في نفسك فإنك خُلقت وحدك وتُحشر يوم القيامة وحدك ولا والله لاتجد احد ممن حولك ينفعك بين يدى الله فبكى أمير المؤمنين بكاءً شديدا ًهو وكل من فى المجلس
وقال له هل تريد شيئا لنفسك يا ابا محمد ؟؟؟ فقال عطاء : لا اريد شيئا لنفسي انما هو ما قلته لك
وأراد أن يعطي بن أبي رباح ذهبا وأمر غلام ان يلحق به ليعطيه سرة من الذهب : فكان رد عطاء بن ابى رباح " قل لا أسألكم عليه أجرا إن هو إلا ذكرى للعالمين "
حتى أنه ماشرب عند امير المؤمنين شربة ماء
[b][b][b][size=16][size=21]
وفاته
وبعد هذا العمر الطويل من الدعوه والعلم [/size][/b][/b][/size][/b]ينام عطاء على فراش الموت ويموت عطاء بن أبى رباح .........