لقد بين لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض الأعمال المنجية من لفح النار أو السقوط فيها ومنها ما يلي :
1- الإيمان بالله والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإعانة الأخرق والمظلوم وكف الأذى
عن أبي ذر رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم ماذا ينجي
العبد من النار؟ قال: ( الإيمان بالله)، قلت: يا نبي الله مع الإيمان عمل؟
قال: (أن ترضخ – أي تعطي- مما خولك الله، وترضخ مما رزقك الله)، قلت: يا
نبي الله فإن كان فقيرا لا يجد ما يرضخ؟ قال: (يأمر بالمعروف وينهى عن
المنكر)، قلت: إن كان لا يستطيع أن يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر؟ قال:
(فليعن الأخرق) –وهو الذي لا صنعة له _ قلت: يا رسول الله أرأيت إن كان لا
يحسن أن يصنع؟ قال: (فليعن مظلوما)، قلت: يا نبي الله أرأيت إن كان ضعيفا
لا يستطيع أن يعين مظلوما؟ قال: (ما تريد أن تترك لصاحبك من خير؟ ليمسك
أذاه عن الناس)، قلت: يا رسول الله أرأيت إن فعل هذا يدخله الجنة؟ قال: (ما
من عبد مؤمن يصيب خصلة من هذه الخصال، إلا أخذت بيده حتى تدخله الجنة)
2- قضاء حوائج الناس وتفريج كربهم
عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أحب
الناس إلى الله أنفعهم ، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على
مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه دينا، أو تطرد عنه جوعا، ولأن أمشي مع
أخي المسلم في حاجةٍ؛ أحبُ إليَّ من أن أعتكف في المسجد شهرا، ومن كفَّ
غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيضا ولو شاء أن يُمضيه أمضاه؛ ملأ الله قلبه
رضا يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له أثبت
الله تعالى قدمه يوم تزلُ الأقدام، وإن سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسدُ
الخلُ العسل)
3- الصبر على موت الولد
روى عبد الرحمن بن بشير الأنصاري وعن أبي هريرة أنه قال: جاءت امرأة إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم بابن لها يشتكي فقالت: يا رسول الله أخاف
عليه وقد قدمت ثلاثة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لقد احتظرت
بحظار شديد من النار)
4- المحافظة على صلاتي الفجر والعصر
عن عمارة بن رويبة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها)
5- المحافظة على ركعتي الضحى
يطلب من المسلم كل يوم أداء ثلاث مائة وستين صدقة، ومن فعل ذلك فمات في
يومه؛ يكون قد أمَّن لنفسه البعد والوقاية من نار جهنم أثناء مروره عليها
بإذن الله تعالى، حيث روت عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال: (إنه خلق كل إنسان من بني آدم على ستين وثلاث مائة مفصل، فمن كبر
الله، وحمد الله، وهلل الله، وسبح الله، واستغفر الله، وعزل حجرا عن طريق
الناس، أو شوكة أو عظما عن طريق الناس، وأمر بمعروف، أو نهى عن منكر، عدد
تلك الستين والثلاث مائة السلامى، فإنه يمشي – وفي رواية يمسي- يومئذ وقد
زحزح نفسه عن النار)
ويجزئ عن ذلك العدد من الصدقات أداء ركعتين من الضحى، حيث روى أبو ذر رضي
الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يصبح على كل سلامى من أحدكم
صدقة، فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة
صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، ويجزئ من ذلك ركعتان
يركعهما من الضحى)
فحري بنا أن لا نغفل عن هاتين الركعتين، وإن عجزنا عن ذلك لظروف عملنا أو
نحوه، فلا أقل أن نشغل ألسنتنا بالباقيات الصالحات من تسبيح وتحميد وتكبير
وتهليل بهذا العدد الذي لن يستغرق خمس دقائق من وقتنا.
6- المحافظة على أربع ركعات قبل الظهر وبعدها
عن أم حبيبة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من حافظ على
أربع ركعات قبل الظهر وأربع بعدها حَرُمَ على النار)، وفي رواية لها رضي
الله عنها عند النسائي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما من عبد مؤمن
يصلي أربع ركعات بعد الظهر فتمس وجهه النار أبدا سجل لمشاهدة الصور عز
وجل)() ، ومعنى حافظ: أي داوم وواظب على هذا العمل
7- رد الغيبة عن المسلم والدفاع عنه وعدم رميه بشيء في عرضه أو نحوه
عن أبي الدرداء رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من رد
عن عرض أخيه كان له حجابا من النار)، وفي رواية أنه صلى الله عليه وسلم
قال: (من رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة)
8- البكاء من خشية الله عز وجل والحراسة في سبيل الله وغض البصر
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يلج النار
رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع، ولا يجتمع غبار في سبيل
الله ودخان جهنم في منخري مسلم أبدا)
وروى أنس بن مالك رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(عينان لا تمسهما النار أبدا؛ عين باتت تكلأ في سبيل الله، وعين بكت من
خشية الله )
وقد جاء الثواب عظيما لمن غض بصره، والجزاء من جنس العمل، بأن لا يُريه
الله عز وجل النار أثناء مروره على الصراط، مما يشير إلى أن احتمال جوازه
على الصراط سيكون كالطرف أو البرق، وبالتالي حمايته من لفح النار.
وهذا الفضل لا يخص الرجال دون النساء، لأن الله عز وجل أمر الجنسين بغض
البصر في قوله تعالى ]قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ
وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ
بِمَا يَصْنَعُونَ{30} وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ
أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ
إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى
جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ
آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء
بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي
أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ
التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ
الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ
بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا
إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)
9- الصبر عند الإصابة بالحمى
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم عاد رجلا من وعك
كان به فقال: (أبشر فإن الله يقول: هي ناري أسلطها على عبدي المذنب لتكون
حظه من النار)
وعن أبي أمامة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الحمى كير من جهنم، فما أصاب المؤمن منها كان حظه من النار)
10- الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عند ذكره
عن جعفر بن محمد عن أبيه رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من ذكرت عنده فلم يصل علي فقد خطئ طريق الجنة)
أي من ترك الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم متعمدا عند ذكر اسمه، خطئ
طريق الجنة؛ وطريقها هو الصراط، ومن خطئ طريقها فلا يبقى له إلا السقوط عن
الصراط والعياذ بالله.
وروى ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من نسي الصلاة عليّ خطئ طريق الجنة)
11- قول دعاء الإقرار بالوحدانية في الصباح والمساء أربع مرات
رواه أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من
قال حين يصبح أو حين يمسي: اللهم إني أصبحت أشهدك، وأشهد حملة عرشك،
وملائكتك وجميع خلقك، أنك أنت الله الذي لا إله إلا أنت، وأن محمدا عبدك
ورسولك، أعتق الله ربعه من النار، فمن قالها مرتين، أعتق الله نصفه، فمن
قالها ثلاثا، أعتق الله ثلاثة أرباعه، فإن قالها أربعا أعتقه الله من النار
)
12- من كان آخر كلامه: لا إله إلا الله
من كان آخر كلامه: لا إله إلا الله و الله أكبر، لا إله إلا الله وحده، لا
إله إلا الله لا شريك له،لا إله إلا الله له الملك وله الحمد، لا إله إلا
الله ولا حول ولا قوة إلا بالله.
فعن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه
وسلم قال: (إذا قال العبد: لا إله إلا الله و الله أكبر، قال الله: صدق
عبدي لا إله إلا أنا، وأنا أكبر، فإذا قال: لا إله إلا الله وحده قال: صدق
عبدي لا إله إلا أنا وحدي، فإذا قال: لا إله إلا الله لا شريك له، قال: صدق
عبدي لا إله إلا أنا ولا شريك لي، فإذا قال: لا إله إلا الله له الملك وله
الحمد، قال: صدق عبدي لا إله إلا أنا لي الملك ولي الحمد فإذا قال: لا إله
إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله قال: صدق عبدي لا إله إلا أنا ولا حول
ولا قوة إلا بي من رزقهن عند موته لم تمسه النار)
13- الطواف حول الكعبة المشرفة
فعن ابن عبيد بن عمير عن أبيه أن ابن عمر رضي الله عنهما كان يزاحم على
الركنين زحاما ما رأيت أحدا من أصحاب النبي النبي صلى الله عليه وسلم
يفعله، فقلت: يا أبا عبد الرحمن إنك تزاحم على الركنين زحاما ما رأيت أحدا
من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يزاحم عليه؟ فقال: إن أفعل فإني سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن مسحهما كفارة للخطايا)، وسمعته
يقول: (من طاف بهذا البيت أسبوعا فأحصاه، كان كعتق رقبة)، وسمعته يقول: (لا
يضع قدما ولا يرفع أخرى، إلا حط الله عنه خطيئة، وكتب له بها حسنة)
14- ركعتي الطواف والسعي بين الصفا والمروة
فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (...
وأما ركعتاك بعد الطواف؛ كعتق رقبة من بني اسماعيل، وأما طوافك بالصفا
والمروة كعتق سبعين رقبة....)
ولا يتأتى السعي بين الصفا والمروة إلا بأداء العمرة أو الحج، وبذلك يكون
الحج والعمرة من الأعمال التي تنجي صاحبها من كرب الإحراق أثناء مروره على
الصراط.
أسأل الله العظيم أن ييسر علينا الصراط وأهوال يوم القيامة, وان يشفع الله
فينا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم نحن ومن لهم عليناحق..اللهم آمين,
لاتنسونا من دعواتكم..
كل ما أتمنى منكم هو دعوه صادقه في ظهر الغيب بأن يفرج الله همي وييسر امري ويرزقني مااتمنى