مديره المنتدى Admin
عدد المساهمات : 3460 تاريخ التسجيل : 16/08/2011 الموقع : مصريه
| موضوع: هل النساء في الجنة يغطين وجوههن ؟ وهل يرين الرسول عليه الصلاة والسلام ويسلمن عليه ؟ السبت نوفمبر 19, 2011 9:11 am | |
| هل النساء في الجنة يغطين وجوههن ؟ وهل يرين الرسول عليه الصلاة والسلام ويسلمن عليه ؟ أولاً : لا يظهر أن المرأة في الجنة تغطي وجهها ؛ لأن الله تعالى يكسبها جمالاً فائقاً ، ويكون هذا الجمال جزاءَ ما كانت عليه من طاعة في الدنيا ، ويكون ذلك من أجل زوجها ، حتى يهنأ ويتنعم ، بل إن جمالها ليزداد المرة بعد المرة . عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( إِنَّ فِي الْجَنَّةِ لَسُوقًا يَأْتُونَهَا كُلَّ جُمُعَةٍ فَتَهُبُّ رِيحُ الشَّمَالِ فَتَحْثُو فِي وُجُوهِهِمْ وَثِيَابِهِمْ فَيَزْدَادُونَ حُسْنًا وَجَمَالًا ، فَيَرْجِعُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ وَقَدْ ازْدَادُوا حُسْنًا وَجَمَالًا ، فَيَقُولُ لَهُمْ أَهْلُوهُمْ : وَاللَّهِ لَقَدْ ازْدَدْتُمْ بَعْدَنَا حُسْنًا وَجَمَالًا ، فَيَقُولُونَ : وَأَنْتُمْ وَاللَّهِ لَقَدْ ازْدَدْتُمْ بَعْدَنَا حُسْنًا وَجَمَالًا ) . رواه مسلم ( 2833 ) . وليس في الجنة نظر سوء ، ولا مرض قلب حتى تلزم المرأة بتغطية وجهها ، ولا هي محل للعمل والأمر والنهي ، كما قال علي رضي الله عنه : " فَإِنَّ الْيَوْمَ عَمَلٌ وَلَا حِسَابَ وَغَدًا حِسَابٌ وَلَا عَمَلٌ " رواه البيهقي في شعب الإيمان (10614) وعلقه البخاري في باب الأمل وطوله ، من كتاب الرقاق . ولعلَّ الأظهر أن تكون المرأة في الجنة في مملكتها تتنعم بكافة أنواع النعيم هناك ، دون أن تكون مختلطة بالرجال ؛ لأن الله تعالى وصف الحور العين بأنهن قاصرات الطرف أي : يقصرن نظرهن وحبهن على أزواجهن ، ووصفهن بأنهن حور مقصورات في الخيام ، وليس معنى هذا أنهنَّ لا يخرجن من مملكتهن ، بل لهن كل ما يشتهينه مما أعده الله لأهل الجنة ، ومثله يقال في نساء أهل الجنة من المؤمنات . قال الشيخ عبد الرحمن السعدي – رحمه الله - : ( حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ ) أي : محبوسات في خيام اللؤلؤ ، قد تهيأن ، وأعددن أنفسهن لأزواجهن ، ولا ينفي ذلك خروجهن في البساتين ، ورياض الجنة ، كما جرت العادة لبنات الملوك ، ونحوهن ، المخدرات ، الخفرات . " تفسير السعدي " ( ص 831 ) والخفرات : أي : شديدات الحياء . وقال أيضا – رحمه الله - : وعموم ذلك يشمل الحور العين ونساء أهل الدنيا ، وأن هذا الوصف - وهو البكارة - ملازم لهن في جميع الأحوال ، كما أن كونهن ( عُرُباً أَتْرَاباً ) ملازم لهن في كل حال . والعروب هي : المرأة المتحببة إلى بعلها . " تفسير السعدي " ( ص 833 ) . ثانياً : الذي يظهر أن نساء الجنة لا يُمنعن من رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ؛ لأنه نبي الأمة ، وهن بمثابة بناته ، وهو أولى بالمؤمنين من أنفسهم . قال ابن كثير – رحمه الله – في تفسير قوله تعالى على لسان لوط عليه السلام لقومه : ( هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ ) هود/78 - : النبي للأمة بمنزلة الوالد للرجال والنساء ... قال مجاهد : لم يكنَّ بناته ، ولكن كنَّ من أمته ، وكل نبي أبو أمته ، وكذا روي عن قتادة ، وغير واحد ... وقال سعيد بن جبير : يعني نساءهم هنَّ بناته ، وهو أب لهم ، ويقال في بعض القراءات : " النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وهو أب لهم " . " تفسير ابن كثير " ( 4 / 337 ) . وقد جاءت البشرى في السنَّة لكل من يراه في المنام أنه سيراه في الجنة ، وكذا جاءت البشرى لمن خشي أن لا يراه في الجنة . أ. قال تعالى : ( وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً ) النساء/69 . ب. عَنْ أبي هُرَيْرَةَ قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَسَيَرَانِي فِي الْيَقَظَةِ وَلَا يَتَمَثَّلُ الشَّيْطَانُ بِي ) . رواه البخاري ( 6592 ) وقال : قَالَ ابْنُ سِيرِينَ : إِذَا رَآهُ فِي صُورَتِهِ ، ومسلم ( 2266 ) . ج. وعن عائشة قالت : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله إنك لأحب إلي من نفسي وأحب إلي من أهلي ، وأحب إلي من ولدي ، وإني لأكون في البيت فأذكرك فما أصبر حتى آتيك فأنظر إليك ، وإذا ذكرت موتي وموتك عرفت أنك إذا دخلت الجنة رُفعت مع النبيين ، وإن دخلت الجنة خشيت ألا أراك ، فلم يردَّ عليه النبي صلى الله عليه وسلم حتى نزلت عليه : ( وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ) . قال ابن كثير – بعد أن ذكره مسنداً عند ابن مردويه في " التفسير " - : وهكذا رواه الحافظ أبو عبد الله المقدسي في كتابه " صفة الجنة " ، من طريق الطبراني ، عن أحمد بن عمرو بن مسلم الخلال ، عن عبد الله بن عمران العابدي ، به ، ثم قال : لا أرى بإسناده بأساً . " تفسير ابن كثير " ( 2 / 354 ) . والحديث حسن ، وله طرق ، وشواهد كثيرة ، تٌنظر في " تفسير ابن كثير " ، ويكفي أن الحافظ المقدسي حسَّنه . د. ويستأنس بما رواه ابن سعد في " الطبقات الكبرى " ( 8 / 415 ) عن أم عمارة نسيبة بنت كعب رضي الله عنها قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم : ادع الله أن نرافقك في الجنة ، فقال : اللهمَّ اجعلهم رفقائي في الجنة ، فقالت: ما أبالي ما أصابني من الدنيا . تنبيه : ثبت في صحيح البخاري (2796) من حديث أنس بن مَالِكٍ رضي الله عنه ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : ( .. وَلَوْ أَنَّ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ اطَّلَعَتْ إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ لَأَضَاءَتْ مَا بَيْنَهُمَا وَلَمَلَأَتْهُ رِيحًا وَلَنَصِيفُهَا عَلَى رَأْسِهَا خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا ) والنصيف هو خمار الرأس ، كما فسره به الرواي في موضع آخر (6568) . لكن يظهر أن هذا النصيف من جملة زينتها التي تتجمل بها لزوجها ، كما يشعر به سياق الحديث الذي يذكر حسن نساء الجنة وجمالهن . ويؤيده رواية الطبراني في الأوسط (3/281) : " ولتاجها على رأسها خير من الدنيا وما فيها " قال الهيثمي في المجمع (10/774) " إسناده جيد " ، وصححه الألباني في صحيح الترغيب . وانظر السؤال رقم . الإسلام سؤال وجواب | |
|