إِنه المال، نعمة غالية، وعطيةٌ عُظمى من رب العالمين، به تُحقِّق لنفسك ما تهوى وما تريد، وبه تسدٌ جوعتك ومن تعول.. بالمال تستر عورتك وتحفظ كرامتك، وتكرم ضيفك، وتحسن إِلى صديقك.
والمال من الأمور التي تعشقها النفوس ? وتحبون المال حباً جماً ?.. وهذا المال تحيط به جملة من الخواطر، قادها فكري، وكتَبَتْها يدي:
• تذكر دائماً أن المتفضِّل عليك بهذا المال هو: ( الله تعالى ).. فأدِّ شكر نعمته، واحذر من سخطه، واعلم بأن الله شديد العقاب ? ويحذركم الله نفسه ?.
• إِن المعاصي تمحق المال وتزيل بركته، وتمحو بهجته، وتلغي سروره، فكم من تاجرٍ افتَقَر بسبب ذنبٍ نَسِيَه ولكنَّ ( الله لا ينسى ).
• لا بد أن توقن بأن الطريق لكسب المال لا بد أن ينطلق من باب ( الحلال ) وأما ( الشبهات ) فاحذرها، وأما الحرام فهو ( ماحق ) للبركة، وفي الحديث: ( كل جسد نبََتَ من سحتٍ فالنار أولى به ).
• جميلٌ بك أن تنظر إِلى مالك نظرة الراغب في الآخرة فتجعل مالك سببٌ لبلوغك الجنان، وكم من صاحب مال، صعد به نحو العلا في جنات الله جل وعلا.
• لا أظنك تجهل أن هناك فقراءً وضعفاء وفي السجون قصصٌ وغرائب بسبب ( ورطات الأموال ) فيا ترى هل من بسط اليدين لهؤلاء بشيء من المال، لعلك تفرِّج هماً، وتزيل غماً وبعد ذلك سوف تحل بقلبك ألواناً من السعادة، وأبواباً من السرور ( والجزاء من جنس العمل ).
• وهناك يتيم لم ير والده، فيا أخي، من سيرعى هذا ؟ ومن سيلطف به ؟ ومن سيشتري له لِباس ( العيد ) أو ( حقيبة المدرسة ) ومما أحزنني هذا السؤال: من سيشتري له لبس الشتاء ؟
• وفي ذلك البيت أرملة فقدت زوجها، فغاب عنها ( الحب ) وزال عن بيتها ( الأنس ).. ونزل بساحتها ( الهمُّ والغم ) وأعظم من ذلك ( الفقر ).
نعم، إِنها امرأة، لا تستطيع العمل، ولا تقدر على مخالطة الرجال، وبها من الحياء ما يجعلها لا تسأل أحداً.. وقد تكون ممن ترعى ( صبيةً صغاراً ).. فهم في الغالب ( جوعى ).. وقبل ذلك ( أيتام ).. فلا أبٌ يرعى، ولا مال يسُدُّ رمَقَ الحياة..
إِنها أرملة، تريد المال لشراء الطعام لنفسها ولمن تحتها، ولكنَّ المال مفقود، وقد يكون موجود، ولكن لا يكفي إِلا لبضعة أيام، فهل من ( راحم ) وأين صاحب ( القلب الكبير ).
• وهناك أعمال دعوية لها نفعٌ متعدٍ كبير ولكنها تأخَّرت لنقصٍ في ( المال ) ولو أن المال اكتمل، وبلغ الغاية المنشودة، لبدأت البرامج، ولحصَل الهدف، وانتشر الدين.
• وهناك أوقافٌ قام أصحابها بوقفها لخدمة القرآن وحملته، فكم سترعى من ( حفَّاظٍ للقرآن ) لو اكتمل بناءها، وكم سيتخرَّج من آثارها من ( دارسين لكتاب الله ).
• وأما المساجد التي لم تكتمل أو اكتملت ولكن نقَصَ عليها بضعة أموال، فلا تُعدُّ ولا تُحصى، فأين المعتنون بالمساجد، ووالله كم أتعجب من الأموال التي ننفقها على بيوتنا وأثاث منازلنا، وكم نبخل على بيوت الله،، والله المستعان.
• وهناك دعاة إلى الله في بلادٍ شتى، قاموا بالواجب، ونصروا الدين، وبلَّغوا للأمة أمر دينها، ولكنَّ ( الحياة صعبة ) والظروف قاسية، وإن نحن لم نكفلهم بمبالغ شهرية فقد يتوقفوا عن الدعوة، وحينها من سيدعو الناس هناك في تلك البلاد..
وأتمنى أن لا نغفل عن الدعم الذي قدّمه مجلس الكنائس العالمي لدفع رواتب ( سبعة ملايين منصِّر حول العالم ).. فهل سيجد ديننا من ( يدفع رواتب للدعاة الصادقين ) ؟
• وفي ذلك المستشفى مرضى، طال عليهم البلاء، وتأخر عنهم الشفاء، يريدون أبسط ( الأدوية ) أو ( مبالغ لإجراء عمليةٍ جراحيةٍ مهمة ) ولكن الفقر أحاط بهم، وبالتالي فإن المرض سيحيط بهم، فأين صاحب المال الذي يُحيط بهم، قبل أن يُحاط بهم ؟
• وهناك طلبة علم، يملكون المواهب في الحفظ والفهم، وقد رُزقوا حسن المنهج وسلامة المعتقد، وأنعم الله عليهم بسلوك طريق العلم، ولكن منهم من لم يجد مالاً لشراء كتاباً يقرأ فيه، أو لِيكسُوا نفسه بلباسٍ يُواريه إِلا ما لديه من لباسٍ قديم..
بل وأعرف من يترك حضور الدروس لأجل بُعد منزله، ولا يملكُ سيارة، بل ولا أجرة ( صاحب التكسي ).
فياصاحب المال اصعد به نحو العلا وسابق الصحابة وليكن شعارك ( والله لأنازعنهم عند الحوض )
م/ن