رجال كفروا
كما أن هناك رجالا أسلموا وكانت القصص الحافلة بالمواقف الجديرة بالذكر لإتخاذ العبرة والتأسى بهم ، كان هناك أيضا رجالا كفروا وأمعنوا فى كفرهم فشق عليهم الطريق وكانت لهم سوء العاقبة
ويذكر التاريخ منهم الوليد بن المغيرة ، والأسود بن عبد يغوث الزهرى ، والأسود بن المطلب أبو زمعة ، والحارث بن عطيل ، والعاص بن وائل السهمى ، وهم من نزل قول الله عز وجل فيهم بأن قال ( إنا كفيناك المستهزئين )
( فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين * إنا كفيناك المستهزئين * الذين يجعلون مع الله إلاها آخر ، فسوف يعلمون * ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون * فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين * واعبد ربك حتى يأتيك اليقين ) ...... الحجر 94 ـ 96
والمعنى :
فواجه المشركين بما أمرت من تبليغ وامضى فيه ( اصدع بما تؤمر ) ولا تلتفت للمشركين ولا تعبأ بهم
فإن الله كافيك شر المستهزئين بك
الذين أشركوا مع الله آلهة أخرى
فسوف يعلمون الحق حين يأتيهم العذاب
الله يعلم يا محمد أن صدرك يضيق وينقبض لما يقولون
فلا تجعل ذلك يشغلك عن التسبيح بحمد الله والصلاة والسجود لله وإبلاغ دعوتك
واستمر على الطاعة والعبادة حتى يأتى الموت
وقد أتى جبريل النبى صلى الله عليه وسلم فشكا له هؤلاء
فأراه الوليد فأشار جبريل عليه السلام إلى أنمله ـ وقال كفيته
ثم أراه الأ سود بن المطلب فأشار إلى عنقه وقال كفيته
ثم أراه الحارث بن عطيل ، فأشار إلى بطنه وقال كفيته
ثم أراه الأسود بن يغوث ، فأشار إلى رأسه وقال كفيته
ثم أشار إلى العاص بن وائل فأشار إلى أخمصه وقال كفيته
فأما الوليد فقد مر برجل من خزاعة وكان يريش نبلا له فأصاب أنمله فقطعها
وأما الأسود بن عبد يغوث فقد خرجت فى رأسه قروح مات بسببها
وأما الأسود بن المطلب فقد عمى ونزل تحت سمرة فجعل يقول : يا بنى ألا تدفعون عنى قد قتلت ؟ وهم يقولون له : ما نرى شيئا وهو يردد القول هذا الطعن بالشوك ، ولم يزل كذلك حتى عمى بصره
وأما الحارث بن عطيل فقد أصيب بالصفراء فى بطنه حتى خرج الخراء من فيه فمات
وأما العاص بن وائل فدخلت فى أخمص قدمه شوكة مازالت فيها حتى مات منها
وهؤلاء هم المستهزئين الذين ذكرهم الله فى الآيات