لام عليكم ورحمة الله وبركاتة
أحسن الله اليكم يا شيخ
لقد شاهدت هذا الفيلم ( رب ارجعون ) منتشر في المنتديات، وهو يصور ملك الموت ولا نعلم هل يجوز مشاهدة مثل هذه الافلام ام لا..؟ وهذا هو الموضوع اقتبسته لكم ..
اقتباس
جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن وصف لنزع الروح بأن من كانت في حياته اعمال صالحه نزعت روحه وهي مثل قطرة الماء على ورق الشجر و من كان غير ذلك فيكون نزع روحه مثل القطن اذا علق في الشوك كيف تكون شعيرات القطن ....الله يحسن خواتيم اعمالنا
منقول
الفيلم مقطع عاليوتيوب
احذروا من نشره
وجزاكم الله خيراً ..
ماحكم فيلم ربي ارجعون المنتشر في المنتديات
الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا
أحسن الله إليك .
لا يجوز تمثيل الملائكة الكرام ؛ لأنهم عالَم غيبي ، والموت أيضا مما له تعلّق بِعالَم الغيب . وتمثيل الملائكة كُفر بالله ؛ لأنه استخفاف بِهم ، ولذا وَجب علينا الإيمان بالملائكة جُملة وتفصيلا .
جُمْلَة بأنهم خَلْق كِرام خَلَقهم الله مِن نُور ، لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ، يُسبِّحون الليل والنهار لا يفتُرون ، وأنهم لا يَعلم عددهم إلاّ الله . وتفصيلا بِما جاء في أسمائهم ووظائفهم ، وما جاء في ذِكر أعداد بعضهم ، مِن مثل حَمَلة العرش ، وخزنة جهنم ، مما جاء في الكِتاب وصحّ في السنة .
وما عدا ذلك خوض فيما لا يجوز الخوض فيه . وأبشع ما يَكون أن يُقصد بذلك التمثيل دعوة الناس ، ودعوة الناس وحثّهم على الطاعات , ترك المنكرات ، لا يكون بهذه الصورة .
ولا يجوز مُشاهدة مثل هذا التمثيل ، ولا الرضا به . ومثله يُقال في تمثيل الأنبياء الكرام عليهم الصلاة والسلام . وقد منع العلماء تمثيل أدوار الصحابة الكرام .
وفي فتاوى اللجنة الدائمة في المملكة ما نصّه :
تمثيل الصحابة أوْ أحَد منهم مَمْنوع ; لِمَا فِيه مِن الامْتِهان لهم والاسْتِخْفَاف بِهم وتعريضهم للـنَّيْل مِنهم ، وإن ظن فيه مصلحة فما يَؤدي إليه مِن الْمَفَاسِد أرْجَح ، وما كانت مفسدته أرْجَح فهو مَمْنُوع ، وقد صَدر قرار من مجلس هيئة كبار العلماء في منع ذلك . اهـ .
وقَرَّرَت هيئة كبار العلماء في دورتها الثالثة المنعقدة فيما بين 1 / 4 / 1393 هـ ، ما يلي :
1 – إن الله سبحانه أثْنَى على الصَّحَابَة ، وبَيَّن مَنْزِلَتهم العَالية ومَكَانَتَهم الرَّفِيعة، وفي إخراج حَياة أي واحد منهم على شكل مسرحية أو فيلم سينمائي مُنَافَاة لهذا الثناء الذي أثنى الله عليهم به، وتَنْزِيل لَهم مِن الْمَكَانة العَالِية التي جعلها الله لهم وأكْرَمَهم بها .
2- إن تمثيل أي واحِد منهم سَيَكُون مَوْضِعًا للسُّخْرِية والاستهزاء ، ويَتَولاَّه أُنَاس غالبا ليس للصَّلاح والتقوى مَكان في حَياتهم العَامة والأخْلاق الإسِلامية مَع َما يَقْصده أرْبَاب الْمَسَارِح مِن جَعْل ذلك وَسِيلة إلى الكَسْب المادي ، وأنه مَهما حَصَل مِن الـتَّحَفُّظ فَسَيَشْتَمِل على الكذب والغيبة ، كما يَضَع تمثيل الصحابة رضوان الله عليهم في أنْفُس الناس وَضْعًا مُزْرِيًا ، فَتَتَزَعْزَع الـثَّقَة بأصْحَاب الرسول صلى الله عليه وسلم ،
وتَخِفّ الْهَيْبَة التي في نفوس المسلمين من الْمُشَاهِدِين ، ويَنْفَتِح باب التشكيك على المسلمين في دِينهم ، والْجَدَل والْمُنَاقَشَة في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، ويتضمن ضَرورة أن يَقِف أحد الْمُمَثِّلِين مَوْقِف أبي جهل وأمثاله ، ويَجْرِي على لِسَانِه سَبّ بِلال وسَبّ الرسول صلى الله عليه وسلم ، وما جاء به الإسلام ، ولا شك أن هذا مُنْكَر ، كما يَتخذ هَدَفا لِبَلْبَلة أفكار المسلمين نحو عَقيدتهم وكِتاب رَبهم وسُنة نَبِيِّهم محمد صلى الله عليه وسلم .
3- ما يُقَال مِن وُجُود مَصلحة ، وهي إظهار مكارم الأخلاق ومحاسن الآداب مع التحري للحقيقة وضبط السيرة وعدم الإخلال بشيء من ذلك بِوَجْهٍ مِن الوُجُوه رغبة في العبرة والاتعاظ ؛ فهذا مُجَرّد فَرْض وتَقْدِير ، فإنَّ مَن عَرَف حَال الْمُمَثِّلِين ومَا يَهْدِفُون إليه عَرَف أنَّ هذا النوع من التمثيل يأباه واقِع الْمُمَثِّلِين ورُوَّاد الـتَّمْثِيل ، وما هو شأنهم في حياتهم وأعمالهم .
4 - مِن القَواعِد الْمُقَرَّرة في الشريعة : أنَّ مَا كان مَفْسَدَة مَحْضَة أوْ رَاجِحَة فإنه مُحَرَّم ، وتَمْثِيل الصحابة على تقدير وجود مصلحة فيه فَمَفْسَدَتُه رَاجِحَة ، فَرِعَايَةً للمَصْلَحَة وسَدًّا للذَّرِيعَة وحِفَاظًا على كرامة أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم مُنِع ذلك . اهـ .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد