قبس من أخلاق النبي ـ الشجاعه
قال البراء : " كنا والله إذا احمر
البأس(الحرب) نتقى به ، وإن الشجاع
منا للذي يحاذى به . يعنى النبي -
صلى الله عليه وسلم - " (البخاري).
قال ابن كثير في تفسيره بعد سياق هذا
الحديث : " .. وهذا في غاية ما يكون
من الشجاعة التامة ، أنه في مثل هذا
اليوم في حومة الوغى ، وقد انكشف عنه
جيشه ، وهو مع هذا على بغلة ، وليست
سريعة الجري ، ولا تصلح لفر ولا كر ولا
هرب ، وهو مع هذا يركضها على وجوههم
وينوه باسمه ، ليعرف من لم يعرفه -
صلى الله عليه وسلم - دائما إلى يوم
الدين ، وما هذا كله إلا ثقة بالله ،
وتوكلا عليه ، وعلما منه بأنه سينصره
، ويتم ما أرسله له ، ويظهر دينه
على سائر الأديان " .
وعن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ
قال : ( غزونا مع رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - غَزَاة قِبَلَ نَجْد، فأَدركنا
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في
القائلة في واد كثير العِضَاهِ (شجر فيه
شوك) ، فنزل رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - تحت شجرة فَعلّق سيفه بِغُصْن مِن
أغصانها ، وتفرّق الناس في الوادي
يستظلون بالشجر .. قال : فقال رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - : إِنَّ رجلا
أتاني وأنا نائم فأخذ السيف فاستيقظت
وهو قائم على رأسي ، والسيف صَلْتا
(مسلولا) في يده ، فقال: مَن يَمْنَعُكَ
مني؟ ، قلت : الله ، فشامَ السيف ( رده
في غِمْده ) ، فها هو ذا جالِس ، ثم لم
يعرِض له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
)(مسلم) .
قال ابن حجر في فتح الباري : " وفي
الحديث فرط شجاعة النبي ـ صلى الله
عليه وسلم ـ وقوة يقينه ، وصبره على
الأذى ، وحلمه عن الجهال "
.
لقد كانت مواقف النبي ـ صلى الله عليه
وسلم ـ وأخلاقه مضرب المثل والقدوة ،
فهو شجاع في موطن الشجاعة ، قوي في
موطن القوة ، عفو في موطن العفو ،
رحيم رفيق في موطن الرحمة والرفق ،
فصلوات الله وسلامه عليه ..
احمد الفقير الى الله غير متصل الرد باقتباس