درر عمر بن الخطاب يوم طعن
احبتى فى الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوعى معكم اليوم بعنوان درر عمر بن الخطاب يوم طعن
وساذكر لكم اولا حديث مقتل عمر بن الخطاب وتباعا نحتسى منه الدرر التى اطلقها هذا الملهم
حتى يوم ان طعن لا يفكر الا بالاسلام والمسلمين
فكان الفاروق الذى حطم جبابرة الارض
اللهم ادعوك ان تجزيه خير جزاء اللهم انت القدير على كل شئ
والان اترككم مع الحديث ونلتقى ان قدر الله مع الدرر كل يوم بكبسولة من كبسولات عمر بن الخطاب
*** حديث أبي رافع: "أن غلام المُغِيرَة أبا لؤلؤة المجوسي لقيَ عمرَ؛ فقال: إن المُغِيرَة أثقل عليَّ. فقال: اتَّق اللهوأحْسِن إليه، ومن نيَّة عمر أن يلقى المُغِيرَة فيكلِّمه فيخفِّف عنه،فقال العبد: وَسِعَ النَّاس عدله غيري. وأضمر على قتله"[6].
فلمَّا كان فجر يوم الأربعاء، قبل نهاية شهر ذي الحجَّة بأربعة أيام - كَمَنَ أبو لؤلؤة في المسجد، ومعه سكينٌ ذات طرفَيْنمسمومةٌ، فوقف عمر يعدل الصفوف للصلاة، فلما كبَّر يصلي بالنَّاس، طعنهالعبد في كتفه وفي خاصرته؛ فقال عمر: {وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًامَقْدُورًا} [الأحزاب:
38 ][7].
ثم أخذ العبد يسعـى، لا يمرُّ على أحدٍ يمينًا ولا شمالاً إلا طعنه؛ حتى طعن ثلاثةَ عشرَ رجلاً، مات منهم سبعةٌ، فلما رأى ذلكرجلٌ من المسلمين؛ طرح عليه بُرْنُسًا، فلما ظنَّ العِلْجُ أنه مأخوذٌ؛نَحَرَ نفسَه.
وتناول عمر يد عبدالرحمن بن عوف؛ فقدَّمه للصلاة بالنَّاس، فصلَّى بهم صلاةً خفيفةُ، وحُمِلَ عمر إلى بيته وقد غلبه النَزْفحتى غُشيَ عليه، فلما أسفر الصُّبح استيقظ فقال: أَصَلَّى النَّاس؟ قالواله: نعم. قال: لا إسلام لمن ترك الصَّلاة. ثم توضَّأ وصلَّى، وقال ابن عمر: وتساند إليَّ وجَرْحُهُ يَثْغَبُ دمًا، إني لأضع إصبعي الوسطى فما تَسُدُّالفَتْقَ"[8].
فقال عمر لابن عباس: "اخرجْ فنادِ في النَّاس: أعن مَلاَءٍ منكم كان هذا؟ فقالوا: مَعاذَ الله، ما علمنا ولا اطَّلعنا "[9].
وفي روايةٍ: "فظنَّ عمر أن له ذنبًا إلى النَّاس لا يعلمه، فدعا ابن عباس، وكان يحبُّه ويُدْنِيه، فقال: أحبُّ أن تعلم عنمَلاءٍ منَ النَّاس كـان هذا؟ فخـرج، لا يمرُّ بمَلاءٍ من النَّاس إلا وهميبكون؛ فكأنما فقدوا أبكارَ أولادهم؛ فأخبره. قال ابن عباسَّ: فرأيتالبِشْرَ في وجهه"[10].
حتى إنَّ القوم قالوا: "لوددنا أن الله زاد في عمركَ من أعمارنا، من محبَّتهم له - رضيَ الله عنه "[11].
فلما علم عمر أن الذي قتله عبدٌ مجوسيٌّ قال: "الحمد لله الذي لم يجعل قاتلي يحاجَّني عند الله بسجدةٍ سجدها قطُّ"، وفي حديثجابر: أن عمر - رضيَ الله عنه - قال: "لا تعجلوا على الذي قتلني. فقيل: إنهقتل نفسه. فاسترجع عمر؛ فقيل له: إنه أبو لؤلؤة؛ فقال: الله أكبر"[12].
فجاء الطبيب، فسقى عمرَ نبيذًا، فخرج من جرحه، ثم سقاه لبنًا، فخرج من جرحه؛ فعرف أنه الموت؛ فقال: "الآن لو أنَّ لي الدنياكلَّها، لافتديتُ به من هول المُطَّـلع"[13].
فجعل النَّاس يُثْنونَ عليه، ويذكرون أعماله العظيمة في الإسلام؛ فكان يجيبهم فيقول: "إن المغرور من تغرُّونه "[14].
وجاءه شابٌّ فقال: "أبْشِر يا أمير المؤمنين ببشرى الله لكَ من صحبة رسوله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وقدم في الإسلام ما قدعملت، ثم وُلِّيتَ فعَدَلْتَ، ثم شَهَادَةٌ. قال: وددت أن ذلك كفافٌ، لاعليَّ ولا لي. فلما أدبر، إذا إزاره يمسُّ الأرض؛ فقال: ردُّوا عليَّالغلام. قال: يا ابن أخي، ارفع ثوبك؛ فإنه أبقى لثوبكَ، وأتقى لربِّك"[15].
قال ابن مسعود: "يرحم الله عمر، لم يمنعه ما كان فيه من قول الحقِّ "[16].
وأرسل ابنه عبدالله إلى عائشة، قال: "انطلق إلى عائشة أمِّ المؤمنين؛ فقُلْ: يقرأ عليكِ عمرُ السَّلامَ - ولا تَقُلْ: أميرَالمؤمنين، فإنِّي لست اليوم للمؤمنين أميرًا - وقُلْ: يستأذن عمر بن الخطابأن يُدْفَنَ مع صاحبَيْه"[17]،
وإنما قال ذلك لئلاَّ تفهم عائشة أنه أمرٌ، وهو الإمام؛ فطاعته واجبةٌ، فترك لها الخيار، وطلب منها هذا الطلب على سبيل الرَّجاء، وليس على سبيلالأمر.
فسلَّم عبد الله بن عمر واستأذن على عائشة، فوجدها قاعدةً تبكي، فقال: "يقرأ عليكِ عمر بن الخطاب السَّلام، ويستأذن أنيُدْفَن مع صاحبَيْه.
فقالت: كنتُ أريده لنفسي، ولأوثرنَّه به اليوم على نفسي. فلما أقبل قيل: هذا عبدالله بن عمر قد جاء. قال: ارفعوني. فأسنده ابنعباس إليه، فقال: ما لديكَ؟ قال: الذي تحبُّ يا أمير المؤمنين، أَذِنَتْ. قال: الحمد لله، ما كان من شيءٍ أهمّ إليَّ من ذلك، فإذا أنا قضيتُفاحملوني؛ ثم سلِّم فقل: يستأذن عمر بن الخطاب، فإن أَذِنَتْ لي فأدخلوني،وإن ردَّتني ردُّوني إلى مقابر المسلمين"[18].
وكان ابن عباس يُثني عليه وهو مسندٌ له، فلما انتهى من ثنائه قال عمر: "ألْصِقْ خدِّي بالأرض يا عبدالله بن عمر. قال ابن عباس: فوضعتُه من فَخِذِي على ساقي؛ فقال: ألْصِقْ خدِّي بالأرض! فوضعتُه حتىوضع لحيته وخدَّه بالأرض؛ فقال: ويلكَ عمرُ إن لم يغفر الله لكَ"[19].
قال عبدالله بن عامر بن ربيعة: "رأيتُ عمرَ أخذ تِبْنَةً منَ الأرض؛ فقال: ليتني كنتُ هذه التِّبْنَة، ليتني لم أُخْلَقْ،ليت أمِّي لم تلدني، ليتني لم أكُ شيئًا، ليتني كنتُ نَسْيًا منسيًّا"[20].
فلما مات - رضيَ الله عنه - قال عليٌّ: "ما على الأرض أحدٌ ألقى الله بصحيفته أحبّ إليَّ من هذا المسجَّى بينكم "[21].
وصلَّى عليه صُهَيْبٌ الرُّومي في مسجد رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ودُفِنَ بجانب صاحبَيْه؛ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وأبي بكر - رضيَ الله عنه[22].
مراجع الموضوع
[6]أخرجه أبو يعلى (2731) والحاكم (3/91) والبيهقي (4/16) وصححه ابن حبان (6905)، وقال الهيثمي في الزوائد (9/76): ورجاله رجال الصحيح.
[7] الطبقات (3/265)، والفتح (7/78).
[8] الطبقات (3/263)، والفتح (7/79).
[9] الطبقات (3/259).
[10] جاء ذلك في رواية ابن عمر عند الطبراني في الأوسط (579)، وحسن إسناده الهيثمي في الزوائد (9/74 ـ 75).
[11] الطبقات (3/265).
[12] الفتح (7/79).
[13] جاء ذلك في حديث أبي رافع المخرج في هامش (6).
[14] جاء ذلك في حديث ابن عمر المخرج في هامش (10).
[15] جاء ذلك في حديث عمرو بن ميمون عند البخاري في فضائل الصحابة باب قصة البيعة والاتفاق على عثمان بن عفان - رضيَ الله عنه - (3700).
[16] أخرجه أحمد في فضائل الصحابة (329) وانظر: فتح الباري (7/81).
[17] جاء ذلك في حديث عمرو بن ميمون المخرج في هامش (15).
[18] المصدر السابق.
[19] جاء ذلك في حديث ابن عمر المخرج في هامش(10)، والطبقات (3/274).
[20] الطبقات (3/274)، وتاريخ الخلفاء (219).
[21] الطبقات (3/282).
[22] الطبقات (3/281)، وقد كان صهيب - رضيَ الله عنه - يصلي بالنَّاس في مسجدرسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - بتكليف من عمر ؛كما في حديث أبيرافع: "أن عمر أمر صهيبًا يصلي بالنَّاس".