سن عقد الزواج

((سن عقد الزواج ))
يسن عند السادة الشافعية في عقد الزواج ما يلي:
أولاً: الإعلان:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(( أعلنوا النكاح واضربوا عليه بالغربال)).[ رواه أحمد] .
والغربال:هو الدف.
الزواج بالسر صحيح لكنه مخالف للسنة
مثال:
لو أن رجل ذهب إلى والد فتاة وحضر في العقد شهود فقال له زوجني ابنتك وكان
وليٌ وشهود فهذا العقد صحيح ولكنه مخالف للسنة لأن السنة أن نعلنه
ونشهره بين الناس.
ومن فوائد إعلان النكاح:
• لأن الشاب قد يخرج مع الفتاة في الطريق أو يسلم عليها وتمشي معه ويمشي
معها فالجوار والأقارب إن لم يكن عندهم علم بذلك سينال الشاب والفتاة كلام
سيئ.
• هناك في الإعلان فائدة أخرى ، لعل الزوج يموت وهذا واقع .
مثال:
أنا بلغني عن رجل متزوج تزوج امرأة ثانية، وهو صاحب مكانة وصاحب جاه وعنده
من الزوجة الأولى أولاد ، ولكنه طلب من الزوجة الثانية أن لا يعلن هذا
النكاح ، سيتم العقد بشكل صحيح وسيأتي بشهود وهي موافقة وليها موافق ، لكن
طلب إليها عدم الإعلان بحكم مكانته الاجتماعية لا يريد أن يظهر أنه تزوج
امرأتين ثم طلب أن لا يكتب هذا العقد في المحكمة ، فوافقت هذه المرأة
وأهلها على ذلك.
بعد أن تزوج مات هذا الرجل بفترة .
في الشرع ما حكم هذه الزوجة الثانية؟
هي زوجته ولها إرث فهي وزوجته الأولى ترث الثمن مناصفة ، لكن الزواج غير
معلن ولا يوجد في المحكمة إثبات ، هذا الرجل أوقع العائلة في مشكلة، فستذهب
الزوجة الثانية إلى الأولى لتقول أنها زوجته الثانية ،فكيف سيصدقونها،
هناك مشكلة كبيرة سيطرون إلى الذهاب إلى المحاكم وإثبات عقد الزواج عن طريق
الشهود وتدخل الأسرة في مشكلة، والسبب في ذلك إخفاء عقد النكاح.
من السنة إعلان عقد النكاح ، أما الخطبة فالسنة فيها الإخفاء
قال رسول الله صلى الله عليه:
(( أخفوا الخِطبة وأعلنوا النكاح)) [الديلمي]
فإذا خطبت ولم يتم العقد ، فالسنة إخفائها أما عندما تعقد فالسنة فيها الإعلان
ثانياً: أن يكون في المسجد:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((أعلنوا هذا النكاح واجعلوه في المساجد)).[ الترمذي]
أيها الإخوة الكرام
المسجد ليس فقط للصلاة, فالصلاة أحد أعمال المسجد، حيث كان المسجد في
زمن النبي صلى الله عليه وسلم هو: للصلاة وللأفراح وللأحزان وللمواساة
ولتربية الأبناء _ ومنه تنطلق الجيوش الإسلامية، والمسجد أيضا مشفى لتمريض
الجرحى والمسجد أيضا كان سجنا يسجن فيه من يؤسر من المشركين فيحضرون الدروس
بشكل إلزامي ولعل الكثير منهم من يسلم من كثرة ما يسمع من الدروس .
فالمسجد ليس لأداء فريضة الصلاة فحسب.
لذلك كان الرجل عندما يسلم, يقول له النبي صلى الله عليه وسلم:
(( إلحق بمسجد حيك واذهب إلى فلان ليعلمك القرآن)).
فالسنة أن يجعل العقد في المسجد، وهناك الكثير من مساجد الشام التي تجري
بها عقود النكاح، والأصل أن يكون العقد في المسجد لكي يبدأ المسلم حياته
بطاعة.
وإذا لم يكن العقد في المسجد فلا بأس من ذلك ولكن إياك ثم إياك أن تبدأ
حياتك بمعصية بأن تجعل عقدك في أماكن لا ترضي الله كالمقاهي وجلب الراقصات
وتجعل حياتك الزوجية تبدأ بالفجور وإغضاب الله تعالى .

ثالثاً: الوليمة:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(( ليولم أحدكم ولو بشاة)) [البيهقي]
الوليمة: طعام العرس.
إذا كان الرجل مقتدراً فيولم للحاضرين، أما إذا لم يكن مقتدر فلا بأس أن يمضي الأمر من غير وليمة.
رابعاً:الدعاء للزوجين:
بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم:
(( بارك الله لك وبارك عليك وجمع بينكما في خير)) [الحاكم]


خامساً: ذكر الصداق في العقد:
بأن يقول الشاب لوالد الفتاة زوجني ابنتك على صداقٍ مقداره...
فذكر المهر سنة عند العقد ولكن إذا لم يذكر المهر فالعقد صحيح ، ولكنه الأفضل أن يذكر حتى يعلم الحاضرون مهر هذه الفتاة.
ملاحظات أربعة في المهر:
1- المهر يسمى صداقاً؛ لأنه يدل على صدق الشاب في طلبه للفتاة التي يرغب بالزواج بها.
2- يسن في المهور عدم المغالاة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( أعظم النساء بركة أيسرهن مؤنة )) [النسائي]
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
" آلا لا تغلوا صداق النساء فإنها لو كانت مكرمة في الدنيا أو تقوى عند
الله لكان أولاكم وأحقكم بها محمدا صلى الله عليه وسلم ما أصدق امرأة من
نسائه ولا امرأة من بناته أكثر من اثنتي عشرة أوقية.." [ابن حبان وأبو
داود]
وما زاد صداق نساء النبي صلى الله عليه وسلم أو بناته على \500\ درهم _ما يعادل\25000\ل.س.
- قيل للإما مالك:غلا اللّحم, فقال:رخصوه قالوا كيف؟ قال:لا تشتروه.
3- تعارف الناس في هذا الزمان أن يكون المهر مقدماً ومؤخراً؛ مقبوض وغير مقبوض.
الأصل في الشرع :
أن يعطى المهر للمرأة دفعة واحدة عند العقد, ولكن إذا قسمناه مساعدة
للزوج فلا بأس على أن يبقى ديناً في ذمته, يردّه إلى الزوجة متى أمكنه
ذلك، لأنه دين في ذمة الزوج.
4- شاع بين الناس مهر السر ومهر العلن, فأيهما يثبت؟
المهر الذي يذكر في العقد هو الذي يثبت عند الجمهور.
ليكن قدوتنا في الزواج الأنبياء والمرسلون عليهم السلام
سيدنا شعيب نبي زوْج ابنته من نبي وهو سيدنا ,وكم كان مهره ،كان مهره ميسراً فانظر قصته كما وردت في القرآن الكريم في سورة القصص

قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ
عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ
عِنْدِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ
اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ * قَالَ ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا
الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلَا عُدْوَانَ عَلَيَّ وَاللَّهُ عَلَى مَا
نَقُولُ وَكِيلٌ [القصص:27 -28]
ماذا يترتب على عقد الزواج؟؟.
1- حلّ استمتاع كل من الزوجين بالآخر.
2- وجوب المهر ( قضى الخلفاء الراشدون بأنه من أرخى ستاراً وأغلق باباً وجب المهر). أما إذا لم تحصل الخلوة, فيجب نصف المهر.
3- يثبت وجوب طاعة الزوجة لزوجها.

والحمد لله رب العالمين
من محاضرات الشيخ محمد خير الشعال