مديره المنتدى Admin
عدد المساهمات : 3460 تاريخ التسجيل : 16/08/2011 الموقع : مصريه
| موضوع: جحا مابين الحقيقه والخيال الأربعاء أغسطس 31, 2011 9:29 pm | |
| إن ( جحا ) ليس أسطورة ، بل هو حقيقة ، واسمه ( دُجين بن ثابت الفزاري – رحمه الله - ) ، أدرك ورأى أنس بن مالك رضي الله عنه ، وروى عن أسلم مولى عمر بن الخطاب ، وهشام بن عروة ، وعبد الله بن المبارك ، وآخرون . قال الشيرازي : جُحا لقب له ، وكان ظريفاً ، والذي يقال فيه مكذوب عليه . قال الحافظ ابن عساكر: عاش أكثر من مائة سنه . وهذا كله تجده مسطوراً في كتاب "عيون التواريخ" لابن شاكر الكتبي ( ص 373 وما بعدها). وفي ميزان الاعتدال للذهبي (المجلد الأول، ص 326) ما نصه : جُحا هو تابعي ، وكانت أمه خادمة لأنس بن مالك ، وكان الغالب عليه السماحة ، وصفاء السريرة ، فلا ينبغي لأحد أن يسخر به إذا سمع ما يضاف إليه من الحكايات المضحكة ، بل يسأل الله أن ينفعه ببركاته . وقال الجلال السيوطي : وغالب ما يذكر عنه من الحكايات لا أصل له . ونقل الذهبي أيضاً في ترجمته له : قال عباد بن صهيب : حدثنا أبو الغصن جُحا – وما رأيت ً أعقل منه - . وقال عنه أيضاً : لعله كان يمزح أيام الشبيبة ، فلما شاخ ، أقبل على شأنه ، وأخذ عنه المُحدثون . وقال الحافظ ابن الجوزي - رحمه الله - :" ... و منهم ( جُحا ) و يُكنى أبا الغصن ، و قد روي عنه ما يدل على فطنةٍٍ و ذكاء ، إلا أن الغالب عليه التَّغفيل ، و قد قيل : إنَّ بعض من كان يعاديه وضع له حكايات .. و الله أعلم . وأيّاً كان الأمر : - فإن كان جحا صالحاً وأدرك بعض الصحابة ويخرج بهذه الصورة فهذا منكرٌ وجرمٌ كبير . - وإن كان من عامة المسلمين فلماذا الكلام فيه ، والكذب عليه ، وتصويره بصورة خيالية ؟ كيف وهو متوفى ؟ وقد جاء في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم " أذكروا محاسن موتاكم وكفوا عن مساويهم " رواه الترمذي وهذه دعوة للجميع بالحرص والدقة والتأمّل فيما يُسمع أو يُقال ، وفي الحديث : " كفى بالمرء كذباً (وفي رواية إثماً) أن يُحدّث بكل ما سمع" ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــ إضافات وأيضاً يوجد شخصان سميا بــ " جحا " 1ـ جحا الكوفي الفزازي 2ـ و جحا الرومي المعروف بخوجة نصر الدين جحا الأول هو من التابعين و هو : "جحا" دُجين بن ثابت الكوفي الفزاري – رحمه الله ، كانت أمه خادمة لأم أنس بن مالك رضي الله عنه و جحا كما قال عنه مكي بن ابراهيم رحمه الله : رأيت جحا رجلا كيسا ظريفًا ، و هذا الذي يقال عنه مكذوب عليه و كان له جيران مخنثون يمازحهم و يمازحونه فوضعوا عليه و قال الزمخشري : و الحكايت عنه لا تضبط و الجاحظ هو أول مؤلف عربي ذكر جحا في مؤلفاته ، و في فهرست ابن النديم : من الكتب المصنفة في أخبار المغفلين :" نوادر جحا " و كتاب " نوادر جحا "هذا غير " كتاب نوادر جحا " المطبوع بمصر و بيروت المترجم عن التركية ، المنسوبة إلى جحا الرومي ، و قد دخلت فيه حكايات من نوادر جحا ( العربي ) في جملة ما ترجم إلى التركية من كتب العرب و هذا هو الخلط الذي جرى فنسب إلى دجين بن ثابت الكوفي ما لم يقله أو يعرف عنه ، بسبب هذا الرومي و جحا رحمه الله ( دجين بن ثابت ) توفي في خلافة المهدي العباسي (ت: 130هـ ) *********************** فتوى للشيخ عبد الرحيم السحيم حفظه الله نص الفتوى هل جحا من التابعين ؟؟؟ جواب الشيخ عبد الرحمن السحيم الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وجزاك الله خيرا الكاتب خَلَط بين شخصيتين ، والأمر يحتاج إلى تحقيق وتدقيق . فالذي تُنسب إليه النوادر والطرائف ليس هو التابعي . وهذا الاسم اُطلِق على شخصين ، أحدهما بغدادي والآخر كوفي . والبغدادي مُتأخِّر ، والكوفي مُتقدِّم . أحدهما يُقال له دُجين ، والآخر ثابت . قال الإمام البخاري في " التاريخ الكبير " : دُجين بن ثابت ، أبو الغصن اليربوعي ، بصري سمع منه مسلم وابن المبارك . قال علي : سُئل عبد الرحمن عن دُجين ، فقال : قال لنا دجين أول مرة حدّثني مولى لعمر بن عبد العزيز . لم يُدرك عمر بن الخطاب ، فتركه فما زالوا يُلقنونه حتى قال : أسلم مولى عمر بن الخطاب ! ولا يُعْتَدّ به ، كان يَتوهم ، ولا يُدْرَى ما هو ! وضعفّه ابن أبي حاتم في " لجرح والتعديل " . وروى ابن عدي في " الكامل " من طريق يوسف بن بحر قال : سمعت يحيى بن معين يقول : الدجين بن ثابت أبو الغصن صاحب حديث عمر " من كذب علي متعمدا " ، هو جُحا . وهذه الحكاية التي حَكى عن يحيى أن الدجين هذا هو جحا أخطأ عليه من حكاه عنه ؛ لأن يحيى أعلم بالرجال من أن يقول هذا ، والدجين بن ثابت إذا روى عنه بن المبارك ووكيع وعبد الصمد ومسلم بن إبراهيم وغيرهم ، وهؤلاء أعلم بالله من أن يَرووا عن جُحا ! والدجين أعرابي . وتَرجَم ابن الجوزي في " الضعفاء والمتروكين " لِ " دُجين بن ثابت ، أبي الغصن اليربوعي البصري " ، فقال : ويَتوَهَّم أحداث أصحابنا أنه جحا ، وليس كذلك . وقد ترجم الإمام الذهبي في " سِير أعلام النبلاء " للمتقدِّم فقال : أبو الغصن : هو الشيخ العالم الصادق المعمر ، بقية المشيخة ، أبو الغصن ، ثابت بن قيس الغفاري ، مولاهم المدني : عِداده في صِغار التابعين . يَرْوِي عن : أنس بن مالك ، وسعيد بن المسيب ، ونافع بن جبير ، وخارجة بن زيد الفقيه ، وأبي سعيد كيسان المقبري ، والقدماء ، ورأى جابر بن عبد الله فيما اعترف به أبو حاتم. حدث عنه : معن بن عيسى، وعبد الرحمن بن مهدي ، وبشر بن عمر الزهراني ، والقعنبي، وإسماعيل بن أبي أويس ، وجماعة. وأخطأ من زعم أنه جحا صاحب تيك النوادر. قال يحيى بن معين والنسائي : ليس به بأس. وقال ابن معين أيضا في رواية عباس: هو صالح ، ليس حديثه بذاك ، وروى أحمد بن أبي خيثمة عن يحيى : ضعيف. قال ابن حبان : هو من موالي عثمان بن عفان . وكان قليل الحديث ، كثير الوهم فيما يَروي ، لا يُحْتَجّ بِخَبَره إذا لم يتابعه غيره عليه. وقال ابن عدي : يُكتب حديثه . قال ابن سعد : عاش ثابت بن قيس مئة وخمس سنين ، ومات سنة ثمان وستين ومئة . اه . وترجم الذهبي لِثابت بن قيس هذا في " ميزان الاعتدال " ، وقال فيه : مات سنة ثمان وستين ومائة، وله مائة سنة . وقال ابن عدى : هو ممن يُكتب حديثه . وقال البخاري : رأى أنسا. حَدَّث عنه عبد الرحمن بن مهدي . اه . وترجم لآخر في " السِّيَر " ، فقال : جحا أبو الغصن ، صاحب النوادر ، دُجين بن ثابت ، اليربوعي ، البصري . وقيل : هذا آخر .رأى دجين أنسًا ، وروى عن أسلم ، وهشام بن عروة شيئا يسيرا . وعنه : ابن المبارك ، ومسلم بن إبراهيم ، وأبو جابر محمد بن عبد الملك ، والأصعمي ، وبشر بن محمد السكري ، وأبو عمر الحوضي . قال النسائي : ليس بثقة.وقال ابن عدي : ما يرويه ليس بمحفوظ. وروي عن ابن معين قال : دجين بن ثابت هو جحا . وخطّأ ابن عدي مَن حَكى هذا عن يحيى ، وقال : لأنه أعلم بالرجال من أن يقول هذا ، والدُّجين إذا روى عنه ابن المبارك ، ووكيع ، وعبد الصمد ، فهؤلاء أعلم بالله من أن يَرْووا عن جحا. وأما أحمد الشيرازي ، فَذَكر في " الألقاب " أنه جُحا ، ثم رَوى عن مكي بن إبراهيم قال : رأيت جحا الذي يقال فيه : مكذوب عليه ، وكان فتى ظريفا ، وكان له جيران مُخَنَّثُون يُمَازِحُونه ! ويَزيدون عليه . قال عباد بن صهيب : حدثنا أبو الغصن جحا ، وما رأيت أعقل منه . قال كاتبه : لعله كان يمزح أيام الشبيبة ، فلما شاخ ، أقبل على شأنه ، وأخذ عنه المحدِّثون . وقد قيل : إن جحا المتماجِن أصغر مِن دُجين ، لأن عثمان بن أبي شيبة لَحِق جحا ، فالله أعلم. وكذلك وَهِم من قال : إن أبا الغصن ثابت بن قيس المدني ، هو جحا . اه . وفي " الأعلام " للزركلي : كان أبو الغصن جحا البغدادي صاحب مُداعبة ومزاح ونوادر ، توفي في خلافة المهدي العباسي . وقال في ترجمته : جحا الكوفي الفزاري ، أبو الغصن : صاحب النوادر . يُضرب به المثل في الحمق والغفلة . كانت أمه خادمة لام (أنس بن مالك) . اه . فأنت ترى الإمام الذهبي يقول فيمن روى عنه ابن المبارك ، ووكيع ، وعبد الصمد ؛ يقول : فهؤلاء أعلم بالله من أن يَرْووا عن جحا . وقال ابن حجر في " تعجيل المنفعة " : دجين بن ثابت اليربوعي أبو الغصن البصري ... وقال ابن مهدي : كان الدجين يقول : حدثني مولى عمر بن عبد العزيز ، فلم يزالوا به يُلَقِّنونه حتى قال : حدثني أسلم مولى عمر ! يعني أنه يَصغر عن إدراكه . اه . وعلى كُلّ فإن الناس إذا رووا طرائف أو مُضحِكات عن جُحا ، لا يقصدون شخصا بِعينه يُلصقون به تلك الطرائف ؛ لأن أكثر الناس اليوم يتصوّرون أن " جحا " شخصية وهمية ! بِدليل أنهم يَروون عنه طرائف ومُضحِكات مُتعلِّقَة بالمخترعات الحديثة ! وإذا كان جحا الذي تُروى عنه تلك الطرائف وُصِف بما وُصِف به ، وكان يُضرب به المثل في الحمق والغفلة ؛ فنقل أخباره وطرائفه لا يدخل في ذِكر مساوئ الموتى . والله تعالى أعلم . اسال الله عز وجل ان يوفق الجميع الى مايحبه ويرضاه | |
|