عدد المساهمات : 3460 تاريخ التسجيل : 16/08/2011 الموقع : مصريه
موضوع: تزكيه النفس الجمعة سبتمبر 02, 2011 10:44 am
تزكــيــة الـنـفـس
؛،؛ تزكــيــة الـنـفـس ؛،؛
للقرآن الكريم حديث طويل عن النفس.
وعن عيوبها.وعن أسباب انحرافها.وعن الآثار الخطيرة الناتجة من تسلطها على بقية القوى المكونة للإنسان.وعن صور تفاعل النفس مع العواصف الصاخبة التي تهب عليها.من نحو: الأهواء، والميول، والتعلقات، والأعراض، والأغراض. وطوفان الأمور الحسية التي تغرقها في المادية.حتى تصير أخطر المنافذ التي تتسرب منها العلل إلى المملكة الإنسانية. وعن اختلاف صور تفاعل النفوس مع تلك العواصف. حتى برزت أنواع النفوس المختلفة. من النفس الأمارة بالسوء، إلى النفس اللوامة، إلى النفس المطمئنة بدرجاتها المتنوعة.
وللقرآن الكريم أيضا حديث طويل في المقابل.
عن مسالك علاج النفس.وعن كيفية تهذيبها، وتطهيرها.وعن مقاومة ميولها وأهوائها.وعن كيفية حملها على مسالك الرشد. وعن السادة الأكابر الذين تنورت بواطنهم بمعرفة الحق. وأقبلوا على النفس بأنوار الوحي.حتى انصهرت عيوبها. وتعودت السير في دروب المعرفة والطهر والقناعة والسكينة.
وعرفت شرف التعلق بالملأ الأعلى.إلى أن برز ذلك المفهوم القرآني الشريف. الذي جعله الله شعاراً نورانياً.ومنهجا علوياً ربانياً.للتعامل مع النفس. والذي هو: ؛التزكية؛
فالتزكية مفهوم قرآني جليل.يشرح كيفية إقبال القرآن الكريم على النفوس بالهداية. ويبين كيفية احتشاد الآيات على صناعة تلك النفس. حتى إن صاحب البصيرة يرى وراء كل كلمة في القرآن مقصودا تربويا يوجه النفس إلى مراد الله منها. وقد فصل القرآن بعض إجراءات التزكية.وبعض خطواتها العملية.
فجعل سبحانه مدار التزكية على أمرين:-
أولهما:-
معرفة قوية عميقة بالمولى جل شأنه.وذلك حين تمتلئ النفوس باليقين.والارتقاء في شهود عظمة الحق سبحانه.مما تنكشف به للنفوس من آيات جلال المولى سبحانه.ما تهون به الدنيا والأهواء والمطامع.وتقع به للنفوس رهبة وخشية.تعرف بها عظمة مقام الربوبية.
وقد عبر القرآن عن كل ذلك بقوله:-
{وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ}.
ثانيهما:-
إغلاق منافذ الهوى.وصيانة النفس من التعرض لتلك العواصف.التي تشعل فيها نيران الشره والطمع والتنافس.وكف النفس، ومنعها، ونهيها، وصرفها عن تلك المسالك.
وقد عبر القرآن عن ذلك بقوله:-
{وَنَهَى النَّفْسَ عَنْ الْهَوَى}. فكانت النتيجة: {فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى} سورة النازعات، الآيتان 40، 41.
وكلا هذين الأمرين يحتاج إلى تدريب للنفوس.وترويض لها. وتمرين عملي مستمر على كيفية ردها عن الأهواء والمطامع.وصرفها عن صخب الحياة وضجيجها.الذي يملأها بالتشوش.ويغرس فيها التهالك على حطام الدنيا.وتفقد به النفس الصفاء.الذي تستعين به على التعلق بالغيب.والقيام بواجب إجلال الله وتوقيره. إلى أن تتعود النفس السير في تلك المسالك.
وفى الــنــهــآيـــة ---------- لئن سألتنى ياربى يوم القيامة عن ذنبى لأسألنّك عن رحمتك ولئن سألتنى ياربى عن تقصيرى لأسألنّك عن عفوك ولئن قذفتنى فى النار لأخبرن أهل النار أنى أًًَحبك وكفانى عزاً أن تكون لى ربـا وكفانى فخراً أن أكون لك عبـدا