محاريب المسجد النبوي الشريف
المحاريب: جمع محراب، وهو في اللغة: صدر المجلس، والمكان الرفيع من الدار، ومنه أخذ المعنى الشرعي وهو: مكان وقوف الإمام للصلاة في المسجد.
ثم أصبح يطلق على المكان المجوف المخصص لوقوف الإمام، الذي أحدثه عمر بن عبد العزيز _ رحمه الله _ في عمارة الوليد بن عبد الملك للمسجد النبوي فيما بين عامي 88-91هـ.
وفي المسجد النبوي ستة محاريب:
الأول: المحراب النبوي، ويقع في الروضة الشريفة، شرقه القبر الشريف، وغربه المنبر، تزينه الآيات القرآنية، وقطع ملونة من الرخام، في جـانبيه عمودان من الرخام الأحمر، مكتوب في جانبه الغربي: (هذا مصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم).
أحدثه عمر بن عبد العزيز في المكان الذي اتخذه صلى الله عليه وسلم مصلى له بعد أن حولت القبلة إلى الكعبة المشرفة.
وكان صلى الله عليه وسلم قد صلى بضعة عشر يوماً إلى أسطوانة عائشة رضي الله عنها، ثم تحول إلى هذا المكان أو قريباً منه، فموقفه صلى الله عليه وسلم في الطرف الغربي من هذا المحراب، بحيث يجعل التجويف عن يسار المصلي.
وفي عام 888هـ أعاد السلطان الأشرف قايتباي تجديد هذا المحراب.
وفي هذا العهد أمر خادم الحرمين الشريفين بترميمه وإصلاحه، فتم ذلك عام 1404هـ.
الثاني: المحراب العثماني، ويقع في مقدمة المسجد في جدار القبلة، محلى بقطع من الرخام الملون، فوقه آيات قرآنية مكتوبة بخط الثلث النافر وهي في غاية الإبداع.
أقامه عمر بن عبد العزيز رحمه الله في موضع مصلى سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه بالناس بعد توسعته للمسجد الشريف، ثم جدده الملك الأشرف قايتباي عام 888هـ ولايزال موضع الإمام إلى الآن.
الثالث: محراب التهجد، ويقع في الجدار الشمالي للمقصورة ـ وهي مايعرف اليوم بالحجرة الشريفة ـ وقد أقيم هذا المحراب في المكان الذي كان يصلي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم التهجد.
جدد هذا المحراب في عمارة قايتباي سنة 888هـ، ثم أعيد تجديده في العمارة المجيدية وجعلوه قطعة واحدة من الحجر الأحمر، وأبدعوا في صنعه، وكتبوا عليه آية التهجد: {ومِنَ اللَّيْلِ فتَهَجَّدْ به نافلةً لك عَسَى أن يبعثَكَ ربُّكَ مَقَاماً محموداً} وحلَّوْه بماء الذهب، وجعلوا حوله دكة أنزلَ من دكة الأغوات، ولايزال موجوداً إلى الآن، وهو مغطى بخزانة يوضع فيها المصاحف الشريفة.
الرابع: محراب السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها،ويقع في بيتها رضي الله عنها داخل المقصورة، خلف حجرة السيدة عائشة رضي الله عنها، أمام محراب التهجد، مجوف مرخم يشبه محراب النبي صلى الله عليه وسلم، وعليه كسوة، لايظهر إلا عند رفعها.
الخامس: المحراب السليماني أو المحراب الحنفي، ويقع عند الأسطوانة الثالثة بمحاذاة المنبر الشريف من الغرب، بناه (طوغان شيخ) بعد سنة 860هـ، وعين فيه إماماً حنفياً، ثم قام السلطان سليمان القانوني العثماني سنة 938هـ _على الصحيح _ بترخيمه وزخرفته بالأبيض والأسود، فصار ينسب إليه، وقام فخري باشا بترميمه إبان الحرب العالمية الأولى.
السادس: محراب شيخ الحرم، ويقع شمال دكة الأغوات بأربعة أمتار تقريباً، وكان إذا جاء رمضان وقف شيخ الحرم خلف إمامه الخاص ليصلي معه عند هذا المحراب التراويح، ثم دخل هذا المحراب بعد ذلك في محيط مصلى النساء فأصبح خاصاً بهن، يتقدمهن إمامهن الرسمي فيصلي بهن التراويح، ثم أزيل هذا المحراب مؤخراً.
المصدر
مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة