أحب الناس إلى الله
أحب الناس إلى الله
عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
(أحب الناس إلى الله أنفعهم ، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم ، أو تكشف عنه كربة ، أو تقضي عنه دينا ، أو تطرد عنه جوعا ، ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إليّ من أن اعتكف في المسجد شهرا ، ومن كف غضبه ستر الله عورته ، ومن كظم غيظا ، ولو شاء أن يمضيه أمضاه ، ملأ الله قلبه رضا يوم القيامة ، ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له ، أثبت الله تعالى قدمه يوم تزل الأقدام ، وإن سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل) رواه الطبراني في الكبير ، وابن أبي الدنيا وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة .
إن مجرد أن تقضي لأخيك حاجة قد لا يستغرق أداؤها أحيانا نصف ساعة فإنه يسجل لك بها ثواب اعتكاف شهر واحد ، فتخيل لو أردت اعتكاف شهركامل كم ستحتاج من مجاهدة للنفس بتعطيل أعمالك الخاصة ، وبقائك حبيس المسجد ثلاثين يوما
إما ذاكرا لله أو ساجدا أو قارئا للقرآن ؟ ولكن خلال دقائق معدودة تنجزفيها لأخيك حاجته أو تسعى فيها لأرملة يسجل في صحيفتك كأنك اعتكفت سنوات عديدة .
فكم سنة لم تحييها في الواقع سيسجل لك ثوابها إذا سخرت جزءا من وقتك لخدمة إخوانك المسملين ؟
إن الموظف الذي يقابل الجمهور وهو على مكتبه ليخدمهم وينجزلهم معاملاتهم لو استحضر هذا الحديث واحتسب عمله ، فكم من السنوات سيسجل له ثواباعتكافها يا ترى
فاحرص يا أخي على قضاء حوائج المسلمين ولا سيما من تصيبهم حوائج الحروب والكوارث و المجاعات ولا تدعهم عرضة للفتن التى قد تصل الى حد الخروج من الدين ،تحت وطأة الجوع والمرض والحاجة ... لذلك يصبح إطعام الطعام فى مثل هذه الحالات ليس ترفا أو فضيله منا بل هو ضروره قصوى لانقاذ نفس مؤمنه من الخروج من الدين...ونعرف كلنا الحديث الذى يقول الله فيه – عبدى جعت ولم تطعمنى......ألم تعلم أن عبدى فلان قد جاع لو أطعمته لوجدتنى عنده....—اذن فسنسال عن تقصيرنا فى ذلك . فلنتعلم حسن مساعدة الناس وقضاء حوائجهم. فكلما كانت العبادة يتعدىنفعها إلى الغير كان أجرها أعظم إذا احتسبتها عند الله....
و هذا لايقتصر على النفع المادي فقط .
ولكنه يمتد ليشمل النفع بالنصيحة .
والنفع بالمشورة ونحو ذلك .فكل ما استطعت ان تنفع به اخوانكالمسلمين فنفعهم به .فانت داخل في الذين يحبهم الله تعالى..
اللهم اجعلني منهم يا ارحم الراحمين يارب العالمين امين
( واما احب الاعمال الى الله )
.الاولى:- ( سرور تدخله على مسلم) فقد يتحقق السرور في قلب المسلم بسؤال اخيه عنه.وقد يتحقق بزيارة اخيه له .وقد يتحقق بهدية اخيه له..
وقد يتحقق باي شي سوى ذلك.
والواجب على كل مسلم ان يحذر كل الحذر من ادخال الحزن على قلوب اخوانهالمسمين؟؟.
والثانية:-. ( ان تكشف عن مسلم كربه)والكربة هي الشدة التي توقع صاحبها في الهم والغم
والكرب .ولقد وعد الله تعالى عن لسان رسوله صلى الله عليه وسلم .
ان يرفع كرب الاخرة عمن يرفع كرب ا لدنيا عن المسلمين . فما احوجنا الى ذلك اخي القارئ..
اوالثالثة:-..( ان تقضي عنه الدين ) ان الله تعالى جعل للغارمين نصيبا في الصدقات المفروضةوجعل
لهم حقا معلوما فيمال الاغنياء.والغارمون هم من ركبتهم الديون ولزمتهم .ثم لم يجدو لها
وفاء
فاهل الاموال مطالبون شرعا بقضاء دينالغارمين...
واالرابعة:-.. (ان تطرد عنه جوعا )فطرد الجوع عن الجائعين عمل مناعمال البر . يجزي الله عليهبجنة عالية .قطوفها دانية فيها من النعيم مالعين رات ولا اذن سمعت .ولا خطر على قلب بشر.
والخامسة:- .( المشي مع اخيك المسلم في حاجته احب من ان تعتكف في مسجد الني صلى الله عليه وسلم شهراكاملا).
وهذه اشارة الى افضل المشي مع المسلمين في قضاء حوائجهم التي لاتكونفيها معصية
لله تعالى وتبين ان الوقت الذي ينفقه المسلم في قضاء حاجة اخ لهلا يضع عليه سدى
فانك لو اعطيت اخاك المسلم قليلا من وقتك تسعى معه في قضاءحاجته
اعطاك الله خير مما اعطيت اخاك المسلم واكثر مما بذلت..له ومن كان فيحجاة اخيه كان الله فيحاجته
وفضيلة ذلك المشي مع اخيك في حاجته ان كانت هذه الحاجة مالية او عملية او ادبية او دينية او دنيوية فان الله يثبت قدمك يوم تزل الاقدام . .
ويختم الرسول صلى الله عليه وسلم. هذه الوصية بقوله( وان سوءالخلق يفسد العمل كما يفسد الخل العسل)
فان سوء الخلق يحبط الاعمال ويضيع الثواب كما قال النبى صلى الله عليه وسلم في حديث اتدرون
من المفلس؟
اللهم اجعلنا ممن يستمع القول فيتبع احسنه امين
وإذا علمت أخي المسلم أن هذا الثواب العظيم كله لمن يخدم أخاه المسلم وهو له سنة فاضلة . فكيف بمن يكون في خدمة والديه وفي قضاء حوائجهما وهو أمر واجب عليه. فالله الله بالوالدين والحذر كل الحذر من العقوق أعذنا الله وإياكم من ذلك